يتمنى كل مختص وباحث رؤية دراسته منشورة في المجلات العلمية. فقد تعب في إجراء البحث وربما توصل إلى نتائج عالية الفائدة في مجاله، وبقي عليه إيصال ما وجده إلى زملاء التخصص لتبدأ عملية التحاور العلمي وتبادل الخبرات. ومن أكثر ما يؤرق الباحث، انتظار قبول ورقته لدى مجلة علمية، أو الخوض في دوامة تعديلات، أو حتى رفض ورقته من الأساس.
ورئيسة الجمعية الأوروبية Learned Publishing ألقت السيدة بيبا سمارت، رئيسة تحرير مجلة
لمحرري المواد العلمية، محاضرة في 2016 بعنوان “التحرير: ما لم يخبروك به عما يريده المحررون” قدمت فيها الكثير مما يفيد المؤلف في هذا الموضوع، إليكم عدة فوائد منها
ما الذي يريده محرر المجلة العلمية من المؤلف؟
وما النصائح التي تساعدني على إعداد ورقتي لكي يتم قبولها؟
للإجابة على هذه الأسئلة، نبدأ بشرح عملية النشر
بعد أن ترسل ورقتك لمجلة علمية عن طريق نظام الإرسال الإلكتروني، فإنها تصل إلى المحرر الأول أو المحرر المساعد، تختلف ألقابهم لكنهم جميعا يقومون في هذه المرحلة الأولية بالتأكد من أن الورقة تشتمل على كافة المتطلبات وأنها مناسبة مبدئيا للمجلة، بالإضافة للتأكد من عدم احتواء الورقة على سرقة فكرية.
من الأشياء التي يريد أن يجدها المحرر فور استلامه للورقة: أن الورقة تشتمل على مراجع، وأن جميع أسماء المؤلفين وبيانات التواصل معهم مذكورة، وأن عدد الصور أو الرسوم البيانية المذكورة في النص موجود بالفعل في الورقة. يُقيّم المحرر مدى مناسبة موضوع المقالة للمجلة، فإذا كانت المجلة تخدم العلوم الإنسانية مثلا والمقالة المرسلة تتحدث عن حياكة الصوف، يمكنه رفض المقالة من البداية.
بعد التقييم الأولي، تنقل المقالة لمدير التحرير أو للمحرر الذي سيتولى التقييم (محرر مساعد أو مساهم، إلخ، الأسماء كثيرة). وهؤلاء إما أن يرفضوا المقالة أو يقبلوها مبدئيا لكي تمر بتقييم ثاني مكثف. ويقوم بالتقييم الثاني عادة أخصائيون في مجالات مختلفة يقيّمون المقالات التي تدخل في نطاق خبراتهم العلمية.
المجلات لا تريد أن تشغل وقت المقيمين بمقالات ودراسات سيئة، لأن في ذلك هدر لأوقاتهم وطاقاتهم بلا فائدة. لذلك تُرفض الكثير من المقالات بسرعة للأسباب التالية
أما المقالات التي تقبل للتقييم الثاني، فيبحث محرر المجلة عن مقيّمين لها. والمقالة تُقيّم من قبل ثلاثة مقيمين في المجال المناسب، ولهذا الغرض تراسل المجلة 8-9 مقيمين في المجال المطلوب لكي تجد ثلاثة يوافقون على القيام بالمهمة. العملية هذه صعبة خاصة في مجال الطب، وتستغرق وقت طويل. أغلب هؤلاء المقيمين أطباء مشغولون، وقد يتأخروا في إرسال التقييم. كما يحتمل أن يجد أحدهم بعد قبول المهمة وجود تضارب مصالح وأن عليه إعطاء الورقة لمقيم آخر محايد.
وأحيانا يتلقى المحرر تقييمات متعارضة لمقالة واحدة، ويصبح عليه طلب تقييم إضافي. كل هذه الأمور تطيل مدة انتظار المؤلف لرد المجلة.
بالإضافة، كلما كان موضوع دراستك موضوع نادر يقل العاملين فيه، وبالتالي من يستطيع تقييم الدراسة، طال وقت انتظارك.
بعد التقييم الثاني يصل المحرر المسؤول عن الورقة لإحدى القرارات الثلاثة: إما قبول، أو رفض، أو بعض التعديلات مطلوبة. الأولى نادرة جدا، والأخيرة أعلى نسبة في المجلات ذات معامل التأثير العالي. أما أغلب المقالات فتحتاج لبعض التعديلات. والتعديلات تتفاوت من تعديلات طفيفة إلى طلب المزيد من الدراسة أو التحليل.
عليك أن تتخيل أيضا أنه بعد إعادة الورقة للمجلة بعد التعديلات، فإن عملية التقييم تمر بنفس الصعوبات السابق ذكرها. كما أن لكل مجلة إجراءات أخرى تتبعها لحفظ جودة ما ينشر فيها.
ترجمت هذه الفوائد من العرض التقديمي المنشورعلى يوتوب بعنوان
Editing: things they don’t tell you about what journal editors want
وبموافقة كريمة من بيبا سمارت وبيتر لولين
These points were translated from the presentation titled “Editing: things they don’t tell you about what journal editors want” found on the MedComms YouTube channel. Thanks to Pippa Smart and Peter Llewellyn for their kind permission and for making this informative video accessible.
Copyright Medically speaking 2020