مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي وتقدمها يوما بعد يوم، أصبحت واقعًا لا يمكننا تجاهله. هذه حقيقة، والحقيقة الثانية هي أن من أدواته ما يمكنه أن يسهل عمل الباحث والمؤلف بطرق متنوعة. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور عدد متزايد من الأبحاث الطبية استُعين في إعدادها بنوع أو آخر من أنواع التقنيات المدعمة بالذكاء الاصطناعي. بل وهناك من سرد أداة شات جي بي تي ضمن قائمة المؤلفين.1 فما هو الذكاء الاصطناعي وهل استعماله في الأبحاث الطبية مقبول أخلاقيًا؟
(Chat GPT) وشات جي بي تي (large language models) من أدوات الذكاء الاصطناعي المنتشرة حاليًا النماذج اللغوية الكبيرة
وأدوات تحرير النصوص وإنشاء الصور (machine learning) وتعلم الآلة
تستعين هذه التقنيات بالكم الهائل من المعلومات المنشورة وتتعلم منها وتبني عليها لإعداد نصوص جديدة أو تحرير نصوص مختارة وتدقيقها لغويًا أو إعادة صياغتها حسب ما يملي عليها المستخدم أو إعداد الصور والرسوم البيانية
يمكنها أن تساعد الباحث، على سبيل المثال، في تحليل البيانات أو اختصار مقالات طويلة أو البحث عن فجوات بحثية. وبإمكان أدوات تحرير النصوص أن تحلل النص أو تعدله وتحسنه حسب ما يملي عليها المستخدم إلى جانب التدقيق اللغوي. ولأن الخطأ وارد في مخرجاتها فضلًا تابع القراءة قبل استعمالها
من خلال تجارب الناس مع بعض أدوات الذكاء الاصطناعي مثل روبوت الدردشة –الذي أبهر العالم أجمع بقدراته– لوحظ أن الأداة قد تخرج نصوصا بعيدة عن الحقيقة أو تحتوي على معلومات مغلوطة ولكن بأسلوب منمق عال المهنية، ولو أن المختبر لم يكن على علم بالمعلومات الصحيحة لما لاحظ الخطأ.2 لا بد لنا أن نعي بأن هذه الأدوات غير قادرة على أن تفرق بين الحقيقة والخيال أو أن تعرف المعلومات العلمية الصحيحة من تلك المغلوطة (والتي تنتشر حتى بين البشر) بل أنها أحيانًا قد تستحدث معلومات. 2،3 لذا يتوجب دومًا مراجعة مخرجات مثل هذه التقنيات على يد مراجع بشري، حتى فيما يتعلق بالتدقيق اللغوي. من السلبيات الأخرى أن الاستعانة ببرامج تحرير النصوص يتطلب رفع النص المختار على الشبكة، مما قد يخل بخصوصية المعلومات وسريتها. بناءً على ذلك، من الضروري الحرص على عدم مشاركة معلومات سرية أو محفوظة الحقوق من خلال نافذة دردشة 6 كتلك المستخدمة في كثير من تطبيقات تحرير النصوص على الشبكة.
من الممكن الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي في خدمة العلم والطب إذا كان ذلك بطريقة مسؤولة ومع مراعاة الأمانة العلمية.6 وللحفاظ على تلك الأمانة وحماية البشر من أي أخطاء يمكن أن تنتج عن مثل هذه الممارسات، تُشدد جميع الجهات المعنية بالنشر الطبي على اتباع توصياتها عند الاستعانة بأي نوع من هذه التقنيات.
غالبية الجهات المهتمة بالنشر الطبي من جمعيات ودوريات تتفق على التوصيات الآتية
لا يُعطى الذكاء الاصطناعي لقب مؤلف أو يسرد ضمن قائمة المؤلفين، وذلك لأن من أهم ما يميز المؤلف القدرة على تحمل مسؤولية العمل المنشور
عند الاستعانة بالتقنيات المدعمة بالذكاء الاصطناعي في إعداد ورقة علمية، يتوجب الإفصاح عن ذلك في متن الورقة وفي الرسالة المرافقة مع شرح مفصل عن نوع التقنية وكيف استُعين بها
إذا استعين بها في الكتابة، فيُذكر ذلك في فقرة الشكر؛ وإذا استعين بها في جمع البيانات أو تحليلها أو في إنشاء الصور، فيذكر ذلك في فقرة المنهج
المؤلفون هم المسؤولون عن أصالة العمل ودقته والأمانة العلمية فيه حتى لو استعين بأحد أدوات الذكاء الاصطناعي في إعداده. وعليهم أن يحرصوا على مراجعة مخرجات هذه الأدوات لإمكانية ورود أخطاء فيها، كما أنهم مسؤولون عن خلو أي نص أو صور معدة من قبل مثل هذه التقنيات من أي سرقة أدبية
من المهم الاطلاع على تعليمات المجلة العلمية المعنية قبل إرسال العمل. غالبية المجلات تتفق على التعليمات السابقة مع اختلافات بسيطة. مثلًا، بعض المجلات لا تسمح باستعمال هذه التقنيات في الكتابة أو إنشاء الصور، وبعضها يجيز ذلك بشرط الإفصاح
:بناء على ما ذُكر، عند استخدام أحد أدوات الذكاء الاصطناعي في إعداد أجزاء من الورقة العلمية، احرص على مراجعة النقاط المبينة في القائمة الآتية
مراجعة توصيات الجهات المعنية بالنشر الطبي والاطلاع على تعليمات المجلة العلمية المختارة واتباعها
مراجعة أي نص أو رسم بياني أو جدول ناتج عن أحد أدوات الذكاء الاصطناعي أو معدل من خلاله للتأكد من
الاستعانة بالتقنيات المدعمة بالذكاء الاصطناعي في مجال الأبحاث الطبية في تزايد مستمر. الجهات المنظمة والمجلات الطبية تصدر توصيات للمحافظة على أخلاقيات النشر الطبي. عند الاستعانة بأي نوع من أنواع هذه التقنيات في بحث طبي، راجع توصيات المجلة العلمية المعنية وتأكد من الإفصاح في متن العمل
أدوات الذكاء الاصطناعي لا يمكنها التفريق بين الحقيقة والخيال والمعلومات الصحيحة والمغلوطة، والخطأ وارد في مخرجاتها. فلا غنى عن المراجع البشري في أي عمل ينتج عنها، سواء كان الباحث أو المؤلف أو المحرر أو المدقق اللغوي
(ISMPP)5والجمعية الدُولية للممارسين في النشر الطبي (ICMJE)4 اللّجنة الدُولية لمحرري المجلات الطبية *
(EMWA) وأختها الأوروبية (AMWA) والجمعية الأمريكية للكُتّاب الطبيين (WAME)6 والجمعية العالمية لمحرري المجلات الطبية
Copyright Medically speaking 2020